نص الاستشارة:
أسكن مع أمي وأخواتي في بيت واحد... وزوجتي حولت حياتي إلى جحيم بإلحاحها في طلب سكن مستقل.. وأنا لست مستطيعا ماديا.. أخاف على أطفالي من الضياع.. ولا أحتمل الإهانات المتكررة من زوجتي ماذا أصنع..؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الحياة الزوجية تظل دائما في أمس الحاجة إلى قدر من التفاهم والاستعداد للتضحيات والتصرف بطرق مدروسة بعيدة عن ردات الفعل غير المحسوبة، والمرأة إذا طالبت بسكن مستقل فهذا حقها وتجب تلبيته إن أمكن ذلك.. أما إن كان متعسرا من الناحية المادية فيجب أن تفهم ذلك بطريقة لبقة.
أشعر زوجتك بأن السكن المستقل ليس مطلبها لوحدها بل هو مطلب لك وترغب في الحصول عليه ولا يمنعك إلا النواحي المادية التي يمكن التغلب عليها في أي لحظة... وعندها أنت مستعد لتلبية رغبة زوجتك بكل سرور... بهذا الطرح تجعلها تشعر بوجود من يشاركها همها وأن الأمل في السكن المستقل موجود ويمكن تحقيقه في أي وقت.
وعليك أن تبذل الوسع في إبعاد شبهة أن يكون عدم سعيك في السكن المستقل إنما هو أمك وأخواتك.. فهذا يجعلك في دوامة صراع أنت في غنية عنها.
وعليك بكثرة الدعاء لها بالصلاح والتوفيق.. واستعن بالله ولا تعجز، وتحرك لتحقيق أهدافك العائلية بقدر من الثقة.
ولا تلم زوجتك إن طالبت بحق من حقوقها.
ولجعل زوجتك تثق بعذرك وبصدق ما تقول عليك أن تشركها في التخطيط لحياتك وما يجب أن تعمل على تحقيقه والأولويات التي يتوجب التركيز عليها... فكثير من النساء يقعن فريسة التطلع إلى حال الآخرين دون تقدير لمن حولهم أو نظر في ظروفهم.
وهذه العقدة يحسن العمل على تفكيكها من خلال التثقيف السليم والنقاش حول حياة القدوات من نساء السلف الصالح اللائي أدركن غرض الوجود وهو عبادة الله عز وجل والإيمان به والصبر على أقداره.. فلم يكن متسخطات ولا كثيرات التشكي من ضيق ذات اليد بل كن يعشن الحياة بأريحية وسرور ورضا بما قسم الله عز وجل... ولا أدل لذلك من حياة أزواج سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فقد كان يمضي الهلال والهلالان ولم يوقد في بيوته صلى الله عليه وسلم نار، بل كان جل قوتهم على الأسودين (التمر والماء) كما صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
كن أخي الكريم كثير البشر والسرور مظهرا للتفاؤل ومنتظرا للخير واثقا بما عند الله عز وجل... فإن ذلك يجعل من حولك يثقون بك وبقدراتك.. وأنك قادر على التغيير للأفضل بعون الله عز وجل... كما لا تنس أخي الكريم أن توفير السكن الشرعي حق من حقوق الزوجة على زوجها فكن حريصا على تلبية رغباتك زوجتك ومطالبها المشروعة التي منحتها إياها الشريعة الإسلامية، ولا يكون أداء حق على حساب حقوق الآخرين فنعطي كل ذي حق حقه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.